• في اليوم الثاني لمتلقى العمل التطوعي 2009

    28/01/2009

      ملتقى العمل التطوع يناقش دور القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والأثر الإعلامي
    البريك : ارامكو رائدة في العمل التطوعي لاعتمادها العنصر البشري
    السلامة: المطلوب تعاون المؤسسات التطوعية .. وتوافر صفات خاصة للعامل تطوعا
     السدحان: علينا تأهيل شبابنا للأعمال التطوعية
    آل الشيخ: معوقات عدة تواجه العمل التطوعي
    الحزيم: التطوع نشاط ذو خصائص تعتمد النزاهة والامانة
    الزامل: المتطوعون اناس عاديون يؤدون اعمالا غير عادية
     
    واصل ملتقى العمل التطوعي 2009 الذي تنظمه غرفة الشرقية أعماله يوم أمس الأربعاء لليوم الثاني على التوالي إذ تم عرض عدد من  أوراق العمل ناقشت جملة من الموضوعات المتعلقة بالعمل التطوعي، وتم استعراض تجارب عدد من المؤسسات الفاعلة في هذا المجال، وشهد حضورا نوعيا من قبل المعنيين بالنشاط التطوعي،
    ففي الجلسة الأولى وتحت عنوان (الأدوار المنوطة بالقطاع الخاص في إطار تفعيل العمل التطوعي) والتي أدارها عضو مجلس الشورى الدكتور إحسان بوحليقة تحدث المدير التنفيذي لشؤون أرامكو السعودية، المهندس خالد بن عبدالله البريك، عن استراتيجية أرامكو السعودية في تطوير واستحداث ممارسات خلاقة للعمل التطوعي.
    وشرح البريك بالتفصيل دور الشركة في مجال تفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية عبر مراحل ثلاث،عكست على الدوام استراتيجيتها التي بنتها على تلمس حاجات المجتمع في كل مرحلة تاريخية.  وتحدث عن المرحلة الأولى التي تمثلت في الإسهام بتأسيس البنية التحتية للمدن والمجتمعات الجديدة في المنطقة الشرقية.
    كما تحدث عن مرحلة تنمية العنصر البشري تدريبياً وتعليمياً عبر المساهمة في إنشاء المراكز التدريبية والتعليمية كمراكز التدريب الصناعي وكلية البترول والمعادن- الجامعة حالياً- وبرامج البعثات وتأهيل موظفي مقاولي الشركة. ثم خلص إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة التخصص ونشر ثقافة التطوع عبر انتهاجها دور القدوة للمؤسسات الفاعلة في المجتمع، ومن ذلك إسهامها في بناء الاقتصاد المعرفي عبر برامج طموحة كبرى كالمساهمة في إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتأسيس مركز الملك عبد العزيز للإثراء المعرفي، ومبادرتها الجديدة لتعزيز استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة الشرقية، عبر العمل والشراكة مع إدارة المرور والأجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة ذات العلاقة.
     وسلط البريك الضوء على نموذجين لإنجازات الشركة في العمل التطوعي، الأول هو برنامج التطوع من أجل خدمة المرضى والأطفال في مرافق الشركة الطبية.  وأوضح بأن هذا البرنامج تطور هيكلياً فيما بعد في مركز مخصص لخدمات التطوع، وهو عبارة عن مركز لتقديم الخدمات والمساعدات للمرضى في مراكز الشركة الطبية والمراكز الصحية القريبة.  ثم تطور فيما بعد بإتاحته الفرصة للموظفين وأسرهم لتقديم الخدمات العامة.. أما النموذج الثاني وهو ما تقوم به الشركة من تضمين برنامج الإعداد الجامعي، الذي يؤهل الطلاب والطالبات للالتحاق بالجامعات، دورة دراسية هدفها التوعية بقيمة العمل التطوعي، وتلبية حاجات المجتمع الأساسية، وبناء شخصية الطالب وتأهيله بمهارات العمل التطوعي والتواصل مع الحياة العامة.
     وفي الجلسة نفسها تحدث د. يحى بن محمد زمزمي عن تجربة مراكز الأحياء بمكة المكرمة وقال إن من أهم أهداف هذا المشروع توسيع مفهوم العمل التطوعي ليشمل جميع مجالات الحياة، ذلك أن حياة المسلم كلها عبادة لله، ولذلك فإنه لا يمكن حصر مجالات العمل التطوعي لشمولها جميع جوانب الحياة ، واورد 21 مجالا يمكن العمل بها تطوعا وأبرزها المجال التعليمي، و المجال الاجتماعي، و المجال الصحي .. موضحا أن تلك المجالات المشار إليها أشبه بخطوط عريضة وعناوين رئيسة تدخل تحتها أنواع من الأعمال التطوعية والمهام التفصيلية.
    وتطرق إلى  ضوابط وشروط عمل المتطوعين  وأهمها ( الرغبة والاستعداد الشخصي والحماس للعمل تطوعاً احتساباً للأجر من الله تعالى..وضوح الأهداف وآلاليات والإجراءات المتبعة في تنفيذ المشروع لدى المتطوع نفسه..وجود الحد الأدنى من القدرة على ممارسة العمل الجماعي والتفاعل مع الآخرين واحترامهم وتقديرهم..وأن يكون لديه قدر من الإحساس بالمسؤولية والقدرة على تحملها..والالتزام بشروط وضوابط العمل التطوعي، والشروط التي تحددها الجهة المستفيدة..ولمحافظة على سمعة وممتلكات الجهة المستفيدة، وعدم تحميلها أي أعباء مالية أو إدارية   ....الخ  .
    واستعرض زمزمي عددا من و الامتيازات المقترح تقديمها للمتطوعين ومنها (إعطاء الأولوية في التوظيف ـ لمن يحتاجه ـ عند توفر الفرص..التكريم السنوي من قبل إدارة المشروع ..شهادة خبرة بساعات العمل التي نفذها من الجهة التي عمل بها..إعفاء من رسوم الدورات التدريبية التي يحتاج إليها.. طباعة أسماء وصور المتطوعين في التقرير السنوي للمشروع..منح المتطوع بعد قضاء عدد محدد من الساعات بطاقة عضوية في المشروع، يستفيد من خلالها خصومات لدى عدد من الجهات والمحلات التجارية.. شهادة شكر وتقدير من إدارة المشروع..التنسيق مع بعض الإدارات الحكومية وغيرها في إعفاء المتطوعين من رسوم بعض الخدمات أو تخفيضها عنهم مثل (المستشفيات الحكومية، شركة الكهرباء ، الهاتف ) .. التنسيق مع الجمعيات الخيرية في رعاية اسر المتطوعين محدودي الدخل .
    وفي الجلسة نفسها وتحت المحور نفسه عرض  عبد العزيز سالم السلامة  تجربة جمعية قافلة الخير  بالمنطقة الشرقية في استقطاب المتطوعين حتى بلغ عدد العاملين فيها أكثر من 1.400 عضو،  وقال:"إن كل فرد في المجتمع لديه استعداد وحاجة للعمل التطوعي،ولكن كيف تستطيع المؤسسات الخيرية أن تستقطب متطوعين ينتمون إليها ويعملون في برامجها لتحقيق أهدافها، ..
     وذكر أن من وسائل قافلة الخير بالمنطقة الشرقية في استقطاب المتطوعين أنها تقوم "بإعداد استمارة للراغبين في المشاركة تحوي الفرص والمهام المتاحة وطلب وضع أكثر من خيار مناسب وترتيبها حسب الأولوية.. ويقوم بمهمة الاستقطاب إدارة مستقلة أو لجنة باسم (شؤون المتطوعين) أو تكليف شخصين أو ثلاثة بذلك.
    ويرى ان " جودة المنتج من أكبر ما يساعد على الاستقطاب، فحينما يرى الناس ما تم إنجازه وبجدارة؛ فلربما تاقت نفوسهم للمشاركة ليجدوا أنفسهم في هذا المجال،
    وفي الجلسة الثانية وتحت ادارة معالي الدكتور خالد بن صالح السلطان (مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن)تحدث د. عبدالله بن ناصر السدحان عن (وقف الوقت .. المدخل الجديد لاحتواء الشباب في العمل التطوعي).. مشددا على ضرورة استفادة المؤسسات الوقفية من أوقات الشباب وتشغيلهم في أعمال تطوعية تعود بالفائدة عليهم، وقال: أن هناك قصورا واضحا في تحقيق الاستفادة بالفعل من فئة الشباب، على الرغم من أن هناك من المجالات قد لا ينفع الوقف فيها إلا الشباب لما تمتاز به هذه المرحلة العمرية من خصائص اجتماعية ونفسية وبدنية تؤهلها لتأدية دور متميز بالفعل لخدمة المجال الوقفي بعمومه، وقد يكون السبب في ذلك التقصير متبادلاً بين محاور ثلاثة هي: الجهات الوقفية، وكذلك الشباب أنفسهم، وأخيرا المجتمع بعمومه".
     ويهدف مشروع (وقف الوقت) ــ حسب الدكتور السدحان ــ  إلى: (تنمية ميل الأفراد والمؤسسات للإقبال على العمل التطوعي.. وإعداد الشباب وفئات المجتمع الأخرى وتأهيلهم لممارسة العمل التطوعي..ومساعدة المنظمات الأهلية في  الحصول على ما تحتاجه من العناصر المتطوعة.
    وضمن المحور نفسه وتحت عنوان (التطوع في المجتمع السعودي.. دراسة استطلاعية ) تحدثت الدكتورة د. حصة بنت محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ وقالت إن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية.. وهو أيضا حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني للعلاقات الاجتماعية وأهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر في سبيل سعادة الآخرين.
    وقسمت الدكتورة آل الشيخ العمل التطوعي إلى عمل تطوعي فردي وهو   يمارسه الفرد من تلقاء نفسه.، وذلك بخلاف العمل التطوعي المؤسسي الذي هو  أكثر تقدماً وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع.
    وقالت إننا نتطوع لـ "تحقيق واجب ديني واجتماعي وإنساني.. والتعبير عن الالتزام بقضية معينة.. والشعور بالقدرة على إحداث تغيير.. المساهمة في  بناء المجتمع..وممارسة هواية خاصة بالمشاركة مع الآخرين.. تعلم مهارات جديدة .. تنمية الاحترام والثقة الذاتية ) .
    وتحدثت عن آليات لزيادة مساهمة الأفراد في الأعمال التطوعية منها (تبني المؤسسات التعليمية مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي على مستوى المدارس والجامعات.. تأسيس مراكز لتوجيه المتطوعين، وهي آلية متوافرة في أغلب الدول المتقدمة وفي بعض البلدان العربية تخصيص الجوائز لأفضل عمل تطوعي بين الشباب.. التعريف بالجمعيات والمؤسسات الخيرية الموجودة من خلال الأدلة التعريفية ونشرها ودعمها.. دعم الدولة لحملات التوعية بالعمل التطوعي من خلال أجهزتها الحكومية ومؤسساتها العامة..
    وفي الجلسة نفسها قدم د. يوسف بن عثمان الحزيم ورقة عمل يستعرض فيها تجربة مؤسسة الأميرة العنود الخيرية بعنوان العمل التطوعي، ويقول إن العمل التطوعي يتسم بعدة خصائص أبرزها انه جهد وعمل يلتزم به الفرد طواعية من غير إلزام، وانه عمل غير مأجور ماديا، ويهدف إلى سد ثغرة في مجال الخدمات الاجتماعية وهو محكوم بأطر إدارية وتشريعات محددة تنظم أعماله ويعتمد على الشفافية والاستقلالية  والأمانة والنزاهة والصدق والمساواة.
     وتحت محور( دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي)  وفي جلسة ادارة الدكتور عبدالله بن عثمان الخراشي تحدثت الدكتورة                                                           نورة خالد السعد (أستاذ مشارك علم اجتماع بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ) أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تعد مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.. وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن القول  بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات. وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها.
     لهذا ــ والكلام للدكتورة نورة السعد ــ  فأن مناقشة دور وسائل الإعلام  في نشر ثقافة العمل التطوعي تنطلق من هذه الأهمية التي تستوجب استثمار هذه الوسائل استثمارا ايجابيا بما يحقق الهدف منه في التوعية بأهمية العمل التطوعي ونشر ثقافة هذا العمل بين مختلف أفراد المجتمع, ومخاطبة كل شريحة اجتماعية بما يتفق وطموحاتها وتحقيق أهدافها .
    وتابعت السعد بالقول إن ثقافة العمل التطوعي تستمد أهميتها من أهمية العمل التطوعي وما يمثله من ركيزة أساسية في البناء الاجتماعي لأي مجتمع باعتباره أحد عوامل تماسكه وترابطه، إضافة إلى كونه مظهرا من مظاهر تقدم الأمم والمجتمعات وأحد المقاييس التي يقاس بها تقدم المجتمعات وتطورها ، ويعكس مدى مشاركة أبناء المجتمع في بناء منظومة التكافل الاجتماعي بما يسهم ويدعم جهود الحكومة.
     ضمن محور  دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي تحدث الكاتب نجيب بن عبد الرحمن الزامل عن ( الاثر التبادلي بين العمل التطوعي والإعلام ) إذ أكد أن الناتج التطوعي الناتج التطوعي بضاعة بشرية.. والإعلام القاطرة التي تجول به في المجتمع المفتوح!! وأكد بأن أفراد العمل التطوعي أفراد عاديون، ينجزون أعمالاً غير عادية، فتصيـر لهم شعبيـة غير عادية، بين جمهـور الناس العاديين،فتكون الجاذبية المشاهديه أو المقروءة فوق عادية.
     أما رئيسة القسم النسائي  بالقسم النسائي لمركز التنمية الأسرية بجمعية البر بالاحساء منيرة بنت إبراهيم العبد الهادي فقد قدمت ورقة عمل تستعرض تجربة القسم في العمل التطوعي وقالت أن المركز يتميز بين أمثاله في المملكة بأنه يجمع بين التوعية الاحترافية، وعلاج المشكلات الأسرية بوسائل متقدمة، والدراسة المختصة للمجتمع للوصول إلى معـرفـة دقيـقـة بأدوائـه وأسبـابهـا لعلاجها . كل ذلك في إطار واحد؛ لتكمل الطريق للوصول إلى أسرة سعيدة آمنة .
    وقالت ورغم كل التوقعات و قصر التجربة التي مر بهـا المركز بالأحساء خلال الثلاث سنوات، إلا أنها  تشير بوضوح إلى تقبل منقطع النظير من المجتمع.
    ومن اجل تفعيل العمل التطوعي تقترح العبدالهادي (نشر ثقافة التطوع (المستوى الفردي، المؤسسي والإعلامي من خلال اللقاءات التعريفية ).. وإيجاد المظلات المناسبة لتفعيل العمل التطوعي على المستوى المحلي كالاستفادة من الفتيات في مجال الفتيات و كذلك الحال بالنسبة للتربويات و الأخصائيات النفسيات و الأكاديميات و غيرهن .. وإعداد القيادات  ( للمراكز الصيفية و البرامج و المشاريع ).. وإجراء البحوث المتعلقة بالعمل التطوعي.. إشاعة مفهوم العمل التطوعي على مستوى الأسرة والمشاركة الفعالة للقطاع الخاص في أنشطتهم بالبرامج والدورات .. واستحداث مجالات حديثة وغير تقليدية في العمل التطوعي .. استخدام التقنية الحديثة.




حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية